إرشيف الرصة – إبراهيم محمد الحسن

ابراهيم محمد الحسن الشهير بـ”إبراهيم ويفز” هو عازف كيبورد و موسيقي سوداني، ارتبط اسمه بحركات موسيقية من السبعينات زي فرقة السودانيين، و فرقته الـ Waves، و كمان بتوزيعه و عزفه آلة الكيبورد في الألبوم الخالد “أغلى الحبايب” مع حنان النيل.

يعتبر ابراهيم من أول الموسيقيين السودانيين الموطنيين لآلتي السينث و الكيبورد و عمل ستايل موسيقي حديث سوداني مبني على التجريب الالكتروني على اللحن و مع تأثيرات واضحة من أنواع/جنرات اهمها الفلكلورات السودانية، موسيقى الجيل الذهبي السوداني (١٩٤٠-١٩٦٠)، السينث-بوب و السول/فنك الشائعة في أمريكا و شمال أفريقيا وقته. عرف ويفز بتوزيعات جديدة و ثورية في عمل موسيقى سودانية حديثة بهويات صوتية الكترونية بحتة، تتنقل بين اعادة انتاج الفلكلور السوداني، و الجيل الذهبي كما في كفره لأغنية خليل اسماعيل “الأماني العذبة” و مقطوعاته الخاصة زي انسياب.

تعاون ابراهيم في مسيرته الفنية مع العديد من الفنانين و الفرق، زي حنان النيل، فرقة السودانيين بقيادة ممدوح طاهر فريد، و فرقته الويفز، و الموسيقار حافظ عبدالرحمن. انتج و نشر ابراهيم لنفسه ألبوم “الحلم الأخير” و ألبومات أخرى مع سودان فون و منصور فون. برضو سجل إبراهيم العديد من السهرات لتفلزيون أمدرمان لنفسه، و مع حنان النيل، و فرقة السودانيين، و حافظ عبدالرحمن.

اللنك دا فيهو بليلست فيهو مجموعة من أعمال إبراهيم ويفز من اليوتيوب، معظمها من قناتو و الباقي من قنوات منوعة لموثقين في يوتيوب:

https://youtube.com/playlist?list=PLJezXquuU12m16SlOSLSGQtSxUwa0qtDK&si=CK6LvzO3_OaeGIk4

كمقالة مفتوحة المصدر و الكتابة، أدناه التعديلات التي تمت على النص منذ المسودة المبدئية:

  • المراجعة الأولى: س. ص.: اعتماد اسم ابراهيم محمد الحسن بدلا من “إبراهيم ويفز” خلال المقالة عشان ما يلخبت مع اسم فرقتو “الويفز”
  • المراجعة الثانية: ع. ف.: كلمات مكررة في الفقرة الثالثة، توضيح مصادر الالهام المقصودة في الفقرة التانية
  • المراجعة الثالثة: م. ع.: تغيير “كيبورديست” إلى “عازف كيبرود”، تعديل خطأ طباعة في الفقرة الأولى، تعديل خطأ طباعة في الفقرة الأخيرة

ENGLISH

Ibrahim Mohamed El Hassan, known as “Ibrahim Waves,” is a Sudanese keyboardist and musician. His name is associated with major musical movements from the 1970s such as The Sudanese Band, his band “The Waves,” and his keyboard arrangements and playing on the iconic album “Aghla Al Habaib” with Hanan El Nil.

Ibrahim is considered one of the first Sudanese musicians to master the synthesizer and keyboard. He created a modern musical style inspired by various genres, including Sudanese folklore, the Sudanese Golden Age era (1940-1960), synth-pop, and the soul/funk popular in America and North Africa at the time. Wafz was known for his innovative and revolutionary arrangements in creating modern Sudanese music with purely electronic sound identities, ranging from reinterpretations of Sudanese folklore and the Golden Age, as in his cover of Khalil Ismail’s song “Al Amani Al Adhba,” to his own compositions such as “Insiab.”

Throughout his career, Ibrahim collaborated with many artists and bands, including Hanan El Nil, the Sudanese Band led by Mamdouh Tahir Farid, his band The Waves, and the musician Hafiz Abdel Rahman. Ibrahim produced and released his own album (The Last Dream) and other albums with Sudanfone and Mansoufone. He also recorded many TV sessions for Omdurman TV for himself, with Hanan El Nil, the Sudanese Band, and Hafiz Abdel Rahman.

The following links contain various references from the internet that were used to write this description of the musician Ibrahim Wafz:

This link contains a playlist of a collection of Ibrahim Wifz’s works from YouTube, most of them from his channel and the rest from various channels of YouTube documentarians

سودنة الراب: لستة SB

خلال سلسلة سودنة الراب، حنتعاون مع شخصيات و مبادرات أصيلة في مشهد الراب السوداني لتصميم قوائم موسيقية تتماشي مع ثيمة السلسلة.

في عدد أغسطس، قام إس بي- عضو فرقة Shake Ya Head و مؤسس راكوبة هيب-هوب، و شريك مؤسس في مشروع أبوكريفا التجريبي مع رفيقه دوشكا من فرقة Shake Ya Head، و متحف الراب السوداني و واحد من الشخصيات الأساسية في عالم الراب السوداني و راب المنتديات بالخصوص- بعمل لستة شاركنا فيها بأهم التراكات بالنسبة ليهو في رحلة سودنة الراب.

تعاونا مع SB -و راكوبة راب- يأتي من أهميتهم و معرفته لمشهد الراب السوداني من بداياته، و اهتمامه بتوثيق الموسيقى السودانية برضو – زيادة على تجاربو المميزة كرابر مع فرقة Shake Ya Head، و كمنتج مع أبوكريفا، و كموثق في قنواته العديدة على الساوندكلاود.

تابعو قنوات راكوبة هيب هوب على الانسقرام و تويتر:
https://instagram.com/rakobahiphop?igshid=16lwmdzdjq1r
https://instagram.com/rakobahiphop?igshid=16lwmdzdjq1r

أبوكريفا:
https://soundcloud.com/apocrypha9

قناة الراب السوداني:
https://soundcloud.com/sudanesehiphop

مزيكة الحواري | Lil Jo – Al-Mouzamil – Esaam Satti

(في عنقريب حميد انا اتعلمتا كيف اناسج القوافي ) ( في شارع النيل زارع نخيل بحلم بي بكره ) ( متمدن لكن بسكر بي صوت النحاس وبتنشي بي صوت النقاره واصحابي الطمنباره )
يعتبر بمثابة نقطة البدايه لمشروع موسيقى 56 , ومن التراكات الاتميزت بجمالية استخدام المفردات السودانيه بسلاسه , وما هابالغ لو اطلقت اسم ( نشيد الراب السوداني ) على العمل دا , المزيج المريح من استخدام بعض الجمل المأخوده من بعض الاغاني السودانيه خلق نوع من الألفه ..
تمازج الاداء مع التدفق واللحن المسمبل من اغنية ( حال الدنيا ) للقامة \ ابوعركي البخيت , اكسب الاغنية نوع من السحر .. طبعا اللحن كان من انتاج المحرك المبدع جدا ( حسن ) او ما يعرف ب X One

اورانيا – Zeyo

بعد مجموعه من الاعمال المتتاليه للمؤدي زيو الي كان ليهو ظهور قوي اخر سنتين والي دايما بحاول يطلع عن الايطار الروتيني ويخلق نوع جديد من التجارب , في تراك أورانيا حاول زيو يوصل مشاعر مختلطه بالفوضى وتجسيد معشوقته بـ آلهه يونانية , التراك اتعمل بي فايب متميز جدا , برغم إنو الغنية بتحتوي على فيرس واحد فقط .

براحتك – Lect

بعد انقطاع مدة من الزمن , عاد لكت في العام 2017 بأصدار عمل ( براحتك) , ويعتبر اول عمل ليهو باللهجه السودانيه, اغنية بسيطه وخفيفه بتحكي بكل اختصار عن مشاكل الشاب السوداني في الحله , تميز لكت باستخدامه لفلو مسودن يحتوي على مفردات دارجيه , رغم أن مشهد الراب السوداني واجه بعض المشاكل في تقبل النوع دا من التدفقات , لكن يظل في قايمة افضل تراكات المشهد السوداني في الفتره الاخيره

شافع سلس – CJ

صنعت الجمبه لنفسها تدريجيا مكانا رائدا في المشهد السوداني بفضل جهود أفراده المتواصلة في التجديد ، وكان لعمل (شافع سلس ) تجربة مميزه في خلق تراكات من نوع الCloud Rap في المشهد السوداني , التراك كان بمثابة فوضى داخليه لـ سي جيه من بعد عودتو من السودان , وبيحكى عن المشاكل الواجهتو في الفتره دي , كان ل الخال عثمان دور في إتمام المزاج العام للتراك , بالاداء المميز في الهوك

صابينها – TooDope

2017 شهدت صعود قوي ومميز جدا ل تودوب , وعمل (صابينها ) وحده من افضل التراكات النزلت في العام المنصرم , وكان اول عمل كامل ليهو باللهجه السودانيه , الخليط المتميز بين اسلوب التراك الانسيابي والسلس والخالي من تعقيدات الكلمه الثقيله او المتكلفه كان ليهو دور في انو التراك يكون مألوف بشكل اكبر من الاعمال الثقيله الكانت منتشره في فترة اعتصام القيادة ,, وكانت من أهم العناصر في جمالية الأغنية هي “الكورس والساكس المصاحب للBeat ” كانت عامله جو مميز ..

الملاك المجرم – Masta Crow

ابا الغراب او الماستا كرو , واحد من افضل الرابرز السودانيين في الفتره الفاتت , وكان مثير للجدل بعض الشي في فتره من الفترات بسبب الاسلوب الكان بيستخدمه في توصيل فكرتو عن مزيكا الهيب هوب ونوعية التدفقات المميزه الكان بيستخدما والتي كانت تبدو للبعض إنها وقوع صريح من اللحن , مع انها كانت من اميز الاساليب في المشهد السوداني
في تراك ( الملاك المجرم) حاول كرو يخلق نوع من الراب قيم وافراز العضلات, ويصنع عدو وهمي ويستعرض عليهو مهاراتو اللغويه الدارجيه , اعتبرا وحده من التراكات القويه جدا , الما ماخده حقها .

الف من يدل علينا – Big Moe – E-Moty – Ehab abasaaed

.+الف من يدل علينا ، كانت من التراكات السمعتها في فترة 2008 و2009 ، وكانت عامله لي نوع من الذهول والالهام في نفس الوفت ، إنو كيف تراك زي دا وبالكواليتي الحضران دا والاداء الممتاز دا نزلت في 2005 وما تكون ماخده حقها ؟!
الاستايل المميز لي بيج مو ، في صياغة المفردات السودانيه وطريقة اللعب بالقواقي واللاينات كانت في رأيئ الخاص اكثر تميزآ من اغنية (حلتنا) الي تم انتجاها في 2004 ..
وايضا فيرس ( الشورا) او ما بعرف حاليا ب (ايموتي) ايضا كان من الفيرسات المتميزه جدا وكانت بتميز بي نبرة صوت وطريقة اداء متميزتين جدا
فيما بعد اعتقد انو تم تخصيص مقدمة تراك (الف من يدل علينا) ك لوقو صوتي رسمي لاغلب اعمال شركة ناس جوطه ..
وما ننسى برضو الكورس المميز لايهاب ابا سعيد ، الي كان وقتها طالع من تجربة فريق زيهاب مع الرابر الجزائري زياد

شابترز – MOJO with (Bones)

موجو واحد من الناس الادو كتير جدا للمشهد السوداني في فترة من الفترات وكان عامل ثنائيه مميزه مع الرابر Big Moe ، تميزو الفني في انو كان بيمزج بين موسيقى الراب والسول والريغي ، ، اختفى موجو من المشهد ولوحظ الشح في اعماله في اخر 5 سنوات ..
بيحكي موجو في الغنيه المعاناه الكان بيعيشها في فتره من الفترات ، وعن صعوبة الحياه وخساره العلاقات ، والتشتت الكان بيحسو وعن حبو للموسيقى ، وضرورة الابتعاد عن الوطن لتوفير اللقمه الكريمه
كان في الهوك الفنان المبدع جدا ، Bonez .. واحد من المؤوديين الي اختفو عن المشهد الموسيقي ف السودان ، ولكن بينزل اعمال بسيطه جدا بين كل فتره والتانيه واخر اعمالو تقريبا كانت مع فريق ( اصوات المدينه)

حاكو حاكو – Walgz Ft. Soulja

سولجا وولجيز ، من الرابرز الي اعتقد في الفتره الجايه هيعملو حركة تنشيطيه للسين ، اتميزو الاتنين في بدايتهم الجديده ، بالتراكات الغير موضوعيه ، وهو اسلوب جديد ومبتكر بعض الشي في المشهد العربي ، وكان تراك (حاكو حاكو ) تقريبا هو الاول من نوعو في الاستايل دا في الساحه
حيث صنع الرابر ولجيز اسلوبا خاصه به ، واعتقد انو هيكون ليهو مستقبل باهر في المشهد في الفتره دي ..
كما نجح سولجا في توظيف الخبره التي يملكها منذ بداية مسيرته في 2010 ، في خلق اسلوب مميز يتماشى مع الحداثه التي يشهدها فن الراب الحالي واعتقد بأنه سيبهرنا عما قريب بمفاجات حارقه

قراصه 2 – Flippter

لا شك ان فلبتررررر ( مع التقنين في نطق الراء) يعد سبب من اسباب ارتقاء المشهد السوداني في اخر 4 سنوات ، بالرغم من قلة اعماله الا انه خلق نوعآ من فتح باب ابراز الهويه السودانيه مما سبّبَ تأثيرا واضحا للمؤديين الصاعدين في المجال ..
وقراصه تعتبر نقطه تحول كبيره في المشهد ، سواءا أكانت من حيث تطور الانتاج المرئي ، او من ناحية التجديد في خط سير اللعب بالقوافي والدبل ميينيغ والوورد بلاي والمهارات الكتابيه الكان بيغلب عليها الطابع السوداني ..
اختيار الاصدار التاني من قراصه ، لبروز الهويه السودانيه والمفردات اللغه العربيه اكثر من قرينتها في الاصدار الاول

تراجوكوميدي – Barko Ft.Wd alport & Doshka

تراك كان مفعم بالزفرات الحارقه النابعه من شباب محبط
(رسمت بسمه في شفاهي قالو عني مرتاح)
(يا مايكروفوني ما هتنعم بالسكينه ، حشاي كاتم كتير داير افش فيك الغبينه)
نتكلم عن 2011 و2012 وفتره المنتديات .. نزل التراك دا قبل انتفاضه يونيو بي اشهر قليله تقريبا
وكان من الاعمال المميزه جدا والعملت تغيير كبير في مفهوم التراكات الثوريه في الراب السوداني الوقت داك
تمييز باركو الكان ف الفتره ديك يصنف إنو الرابر رقم واحد في المشهد السوداني وكانت تجربه مهمه بالنسبه ليهو
وايضا ود البورت ودوشكا ، الي كانو ثنائي قوي جدا الفتره ديك
ولا شك أن الفيرس الثالث من التراك ، يصنف في قايمه افضل فيرسات الراب السوداني ، حيث يملك دوشكا القدره في التلاعب بالتشبيهات والقدره العاليه في الكتابه ورص الاوزان بذكاء ..

نحنا فهمنا يا صحبي كتابا – DropDead With Wd-El-Ja7

(إذا ما قلمي في يوم طاوعني .. مين الكان بيقدر يمنعني ؟ أغني الحله غناوي الدنيا وطيف الذكرى اذا راودني)
برغم ضعف الامكانيات التقنيه في العمل دا الا انو الحاجه دي اضافت جماليه قد تكون غير ملموسه للبعض من اول استماع
من اعماق احياء الكلاكله القبه ، ظهرت لينا جوهره من جواهر الراب السوداني
وحده من اجمل تراكات الراب السوداني ومن اصدق الكلمات الممكن تسمعا البتعكس بساطه ونقاء المعنى السوداني البسيط ..
واحد من الناس الما ماخده حقها في المشهد .. الرابر المتميز : دروب ديد او كما يحب أن يٌطلقَ عليه (سواح) ..
لا اخفيكم أن ، على طول الخمس سنوات السابقه ، لا زلت اتهامس كلمات تلك الغنيه بين الحين والاخر ..
عن كميه الحزن والامل والقوه التي تمتلكها تلك المفردات ..
عمل عظيم

ود اللذين – Rebel Black

ريبل بلاك المعروف بالغتيت
احد امهر الرابرز السودانيين تكنيكيا ولغويآ ، وقد تكون قلة الاعمال التي ينتجها بسبب اتجاهه لجانب صناعه الالحان والهندسه الصوتيه ، احد الاسباب لعدم انتشاره بالشكل المطلوب
انتج عمل ود اللذين من قبل فريق الجنبه ، الذي كان يميل لاسلوب الهاردكور او افراز العضلات واستعراض المهارات الكتابيه والتدفقيه

الخرطوم – Hashim (Brainstorm) Ft.Izzo & DZA

في العام 2011 انتج فريق الريزوليشن تراك الخرطوم ، وحده من اجمل تراكات الراب السوداني ، بداية من الانترو المسمبل من اغنية (من معزتك ) لأبو عركي البخيت من المحرك العظيم : Saji ، الى الفيرسات المشبعه بحكاوي والنضالات اليوميه وعن بساطه العاصمه المثلثه ووصف بعض من الصراعات الطبقيه والعرقيه ان صح التعبير
(بيقولو ود عرب بس الشعره ما سبيبه)
(الجمعه في شمبات – الجبنه في الديوم )
فيرسات مميزه من العاصف بالافكار وعزو ، وقد تكون مبسطه الى حد ما
ثم يأتي الفيرس الثالث من احمد محمود (دزا) ربما ايضا عند سماعك لهذا الفيرس قد يجول في خاطرك أن هذه الكلمات قد كٌتبت ابان ما بعد ثورة 2019
(زي الكمساري البهتف ثوره بالنَصّ – البصّ دا من حي النصر)
اصنف هذا الفيرس من ضمن اقوى فيرسات الراب السوداني ايضا

بقايا احلام – Lil Jo

صنع لنفسه ليل جو اسلوبا خاصا في هذا العمل الفخم ، ربما عٌيب عليه في بادي الامر أن التراك لا يروق للمستوى المطلوب حتى وصل جو الى مرحلة حذف العمل من على قناته في اليوتيوب ، إلا أنني لا زلت اصنف هذا التراك من ضمن افضل تراكات الراب السوداني .. عند استماعك لهذا التراك قد تتفاجئ لوهله أن هذه الاحلام التي قام بتردديها جو في تلك الفتره (2015-2016) اصبحت الان ، او ربما يصح القول إنها على طور الاستعداد للعمل بها في السودان الذي نطمح ان يكون جديدا
بعيدا عن العمل (جو) كان ولا زال يصنف احد افضل عشرة رابرز سودانيين في المشهد السوداني

بين الدادا و القيادة: قرايات في الفنون السودانية المعاصرة

كلنا شفنا في الاعتصام لافتة طحنية الروضة قصاد مبني القوات الجوية اللي اتعلقت فيها غنائم الثوار من أزياء القوات الأمنية و عدتها المختلفة (صدام تاتشر، درقات، بوتات … الخ)  وكمان شفنا الزول الكان رابط كوز بي حبل وجاري بيهو والناس بتعفصو اللي هو كان أداء حرفي لي هتاف “اي كوز، ندوسه دوس” وكم منظر حنمر عليهم خلال المقالة دي.

يافطة الجوية في أوائل أيام اعتصام القيادة

طبعا في ناس ممكن تشوف الحاجات دي فوضى وفي الممكن يشوفوا فن ومفروض يقدم في متحف… فن؟ كيف يعني فن؟ الفن ده غيروه؟

ايوة الفن بتغيير كل يوم، والصورة التقليدية للفن البصري انه يكون رسم طبيعة صامتة (Still life) في ورق مثلا او بورتريه اتغيرت؛ بالاصح فنوننا التشكيلية في السودان ما كانت بتعتمد على النقل المباشر من الطبيعة زي في الفن الاوروبي؛ بل كان بيعتمد اكتر على الرموز وتجريد الاشكال الطبيعية. والرسم بالوان زيت على كانفاس او قماش برضو ما كان موجود لكن بعد الخرطوم اتحولت من قرية لعاصمة الحكم الجديد وبدا اهل الريف يرحلوا ونقلوا ثقافاتهم وتعابيرهم، وزي ما نقل شعر الحقيبة صور الدوبيت في البادية وعدلها، كمان التشكيل اتغيير؛ مع انه الناس عرفوه من المستعمر البريطاني او شعوب غيره لكن وقتها المتعلمين دخلوه كمهارات فنية للموهبين وبقت جزء من اللايف ستايل بتاعهم وبياخدوا مواضيع من شعر الحقيبة اللي وصف المراة والطبيعة والابطال التاريخيين.

طبعاً الكلام الرومانسي ده ممكن يخلينا نستنكر إنو نتعتبر زول جاب مكنسة مستعملة ورابط فيها كوز وفوقه جزمة قديمة ومن تحت ميزان كقطعة فنية، ونعتبر إنو العملا ما “آرتست” و إنو الجداريات في حيطة بري قصاد دار الشرطة دي شخبطة ساي خلت المجلس العسكري يحس انه لازم يمسحها!

في الحقيقة اول رسامين سودانيين زي علي عثمان، ومصطفى العريفي، وموسى احمد (جحا)  وأحمد سالم كلهم مارسوا الفن كهواية. مصطفى العريفي كان ضابط في الجيش امكن اول رسام اخد منحة لدراسة الفنون بكلية غردون و الشجعو على دراسته إنو القصر كان بيشتري لوحاته اللي هي بورتريهات الشخصيات السودانية والمصرية والانجليزية المعروفة. وأحمد سالم كان أصغر رسام وعاصر قيام الحركات الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي المصري، في الفترة ديك؛ كغيره من أبناء الوطن نمت عنده رغبة المشاركة في طرد المستعمر. في وقتها ده كان بينحصر على “السودانيين المستنيرين القادرين على التعبير عن رأيهم عن طريق الفنون”.

التعليم النظامي للفنون زاتو بدا في التلاتينات لمن اتعمل معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين وكان أهدافو تدريب مهارات الرسم والفنون في التعليم المبكر وتدريب الأطفال على الأشغال اليدوية الشعبية بكل الخامات المتاحة زي أعمال البنا والنجارة والحدادة تحت اشراف جين بيير قرينل . و في سنة 1946 تم انشاء مدرسة التصميم كقسم في كلية غردون و اتنقلت بعد 5 سنين لي المعهد الفني الحديث -جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا- وسموها كلية الفنون الجميلة والتطبيقية عشان تستوعب مناهج الفنون الأوروبية الحديثة.

Great Works of Art: Duchamp's 'Fountain' | by Christopher P Jones ...
النافورة، منحوتة لمارسيل دوشامب – 1917

في نفس الفترة دي في أوروبا -زيورخ تحديدا-؛ كان في مجموعة فنانين في مجالات مختلفة منهم هوقو بول و  إيمي هينينقز  والنحات هانس ارب و الشاعر تريشان زارا بدوا حركة اسمها الدادا بعد الحرب  العالمية الأولى كرد فعل رافض للحرب، الفكرة الاساسية انه لو المنطق بيجيب حرب عالمية فالفن لازم يسيب المنطق، سو كانو رافضين المنطق والأسباب ورافضين المؤسسة كلها!  في امريكا مارسيل دوشامب سمع بالكلام ده وانه في مجموعة بيقبلوا أي قطعة فنية مهما كانت وقرر يختبر نظريتهم دي وهل هم منافقين ولا بجد؟ رسل ليهم سايفون (مبولة) وقع عليها بي  R.Mutt وكتب تاريخ وسماها النافورة Fountain. طبعا اترفضت بحجة انه ما ممكن تعتبر قطعة فنية، قام دوشامب اكلت معاه جنبة و شال قطعته و صورها ونشرها في جريدة عملها هو و أصحابو.

طيب شن دخل الدادا في اعتصام القيادة؟!

الدادا عندها دور كبير في الفن الحديث من السيريالية لحد الميمز .. ميمز؟ بتهااازريييييييييييي

صور لاستيكرات واتساب متداولة و مبنية على بروتريه فريدا كاهلو لنفسها مع القرد، و لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” لـ يوهانيس فيرميير

الحصل إنو الفن الحديث والمعاصر طلع من إطارالرسم على الكانفاس والنحت، وبقى في طرق جديدة مختلفة الناس تعبر بيها عن نفسها، يعني الفن بقى عنده صوت وصورة وحركة ومرات لوحات بس بعيدة جدا من الطبيعة والوان كتيرة او لون واحد في لوحة مترين x مترين ومكتوب ناريتف “طلس” وسعرها 200 الف دولار او 200 مليون دولار حسب الرسام منو والكان بيمتلك اللوحة منو.

لكن كدي خلينا في السودان؛ مبدئيا الفن المعاصر هو اللي بيتعمل الان وبيدي فرصة عشان نعكس مشاكل المجتمع والحاجات الريليفنت لينا كمجتمع معاصر. لكن لمن نقول فن معاصر في السودان بنتذكر الصلحي والدراما البصرية في اختيار الوانه زي درجة الأصفر المعروفة بـ Yellow Ocher  مخلوطة بدرجة الأحمر المحروق المعروف بـ Burnt Sienna  وبتطلع لوحات بلون تراب امدرمان والهبوب البتغطي الجو وما تقدر تفصل هياكل بيوت الطين ولا الأرض ولا الناس.

بدون عنوان، إبراهيم الصلحي – التاريخ غير معروف

 و برضو كمالة ابراهيم اسحق مؤسسة المدرسة البلورية او الكرستالية مع محمد حميد شداد ونايلة الطيب تصديا للمنظور الذكوري للفن في السودان واللي هي بتصور مشاهد من حياة المرأة تنشد الشفافية والصوفية كمرايا عبور للجمال والتحرر من المادة والحدود المقيدة للحرية.

Kamala Ibrahim Ishaq- Archives of Women artists, Research and ...
الفنانة كمالة إبراهيم مع أحد أعمالها في الخلفية

و عندنا فن الخط/الحروفية الأبدعو فيهو حسن موسى و عثمان وقيع الله. و أحمد شبرين مؤسس مدرسة الخرطوم التشكيلية وعبدالله الطيب وباقي المبدعين الكبار. بس من قبيل بنمهد للمبدع البسيط الشال مكنسة مستعملة وربط فيها كوز وميزان وفوق جزمة قديمة اللي هي ما محتاجة شرح كتير للانسان السوداني المعاصر عشان عارف الكوز بيرمز لتجار الدين البينهبو في شعب بالسنين… و إنو الكوز ده ح يتداس ويتحاكم ويقدم للعدالة.

Image

فوق كتبنا “السودانين المتسنيرين والقادرين على التعبير عن راييهم عن طريق الفنون” بين علامات ترقيم، عشان تعليم الفنون كان بينحصر على طبقة معينة لانه كانوا اكتر اهتمام لتعلم وممارسة الفن؛  بس في 2019 ابريل الجداريات الاتعملت كانت مجهود شعبي وكلها او معظمها بتنادي بمطالب الثورة، الاجمل من كده انه المشاركين عدد كبير منهم ما دارسين فنون او ممارسين بصورة منظمة، يعني جداريات من سودانيين اناروا الشوارع بقدرتهم على التعبير عن رأيهم عن طريق الفنون.

الاعتصام كان عرض مباشر لأشكال كتيرة من الفن المعاصر وياهو البنشوفو في المتاحف ونقول عليهو “طلس” او مبتذل، الفرق انه هنا عملوا انسان سوداني بسيط و مسألة وجودنا في أرض الحدث بقت الموضوع محسوس و معروف للناس وما محتاج تقرا ليهو سياق أو تاريخ.

Image
جدارية نقق الجامعة، اعتصام القيادة

برضو من الاشكال الظهرت قد تعتبر جدارية/تنصيبية او installation art  الحيطة تحت النفق مكتوب فيها اسامي الكيزان المطلوبين للعدالة في كل بلوك تحت عنوان سجن كوبر بالوان علم السودان.

Image
في كم ركشة بتكون جارة شجرة (رمز لشجرة المؤتمر الوطني) احتفالا بسقوط الحكومة أثناء إعلان تنحي البشير
تروس القيادة برضو ظهرت كفن تنصيبي خلال أيام الاعتصام، المذهل في التروس هو تطورها عبر الزمن و تطورها من ضرورتها الفعلية -إيقاف و تبطئة القوات الأمنية- لأعمال فنية بتحمل رسائل سياسية. في الصورة واحد من تروس شارع الجامعة بالقرب من مستشفي المعلم
Image
أيام المواكب وقبل الاعتصام في صورة نزلت مكتوب فيها “تسقط بس” بالبمبان-قنابل الغاز المسيل للدموع الفكتو الأجهزة الأمنية بغرض تشتيت المواكب. ممكن تعتبر الأعمال الزي دي فن تصوري/conceptual art مبني على فكرة معينة.
الخطب السياسية الحماسية، الموسيقى والهتافات البتجدد كل يوم، وعروض راقصة وبعد المغرب الناس بتضوي فلاشات تلفوناتهم في كم حدث بيسمى بالفن اللحظي/الظرفي
Image
اكيد متذكرين الفن الأدائي/Performance Art من دهب مان الكان لافين بيهو بي هتاف “دهب وداد”
Image
يوكو اونو مشهورة بي انها كانت السبب وراء انفصال فرقة البيتلز لكن ما بنتذكر عن أهميتها كفنانة مفاهيمية Conceptual Artist، لكن عندها قطعة مستمرة ongoing installation في كم منطقة من العالم اسمها Wishes Tree/شجرة الامنيات. كل زول بيكتب امنيته او حلمه وبتتعلق. دي قطعة زيها من اعتصام القيادة كانو فيها المعتصمين بكتبو أحلامهم في سودان ما بعد الثورة.

طيب ده فن مصاحب للثورة ولا كان موجود واحنا ما منتبهين؟

بسبب نظرتنا للفن كمنتج نخبوي و عدم وجود دقة و جودة زي رسومات فان اييك ولا منحوتة ديفيد بتاعت مايكل أنجلو، نقوم تعتبر انو البرميل ده قطعة ما بترقى للفن و لكن بتنفع للترفي و التندر و كمادة كوميدية في صفحة “الصور الحقدمها للجوء بتاعي” ولا “اوت اوف كونتكست سودان“، نفس الكلام برضو ممكن يتقال لحد من عن الأعمال الفنية في القيادة اللي هي لولا وجودها في مكان ذو أهمية سياسية بالشكل دا، ما كان تم الإحتفاء بيها شعبيا و كانت انضمت للأعمال على شاكلة “لمن أطلب فان جوخ من السودان”

لكن ياهو الصراع الابدي بين انه حجج تدهور الفن انحدار الذوق الفني العام – و بين فكرة إنو حيطلعوني ما بفهم في الفن اذا الحاجات المتفق عليها ما عجبتني؟ في الحقيقة نحن ما مطالبين نفهم الفن بقدر ما أنو مفروض نكون منفتحين للتغيرات البتحصل مع الفن و البيئة البينشأ فيها و انو ما نتعامل مع الفن كلغز بل كمنتج لحظي و تعبير للزول/ـة العملوهو.

Image

وهم الهبوط: الجزء الأول

ظهور الزنق بصورة كبيرة خلال العقد الأخير في الإعلام غير الرسمي عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي كظاهرة موسيقية بتنمو وقاعدتو الجماهيرية بتكبر، لفت أنظار الناس و الإعلام الرسمي ليها. الطبيعة المختلفة لموسيقى الزنق عن الموسيقى السودانية الحديثة موسيقيا وشعريا بتأهل الزنق لأنو النقاد يوصفوه بـ الرداءة والهبوط، ما كدا وبس، موسيقى الزنق كانت و لا زالت تتعرض لحملة لمخالفتها للعرف الموسيقي -و المجتمعي أحيانا-، و أول من يتصدر الحملة دي هم فنانين التيار العام السوداني و النقاد و الصحفيين الفنيين، الهم الناس البيتحكمو و بيملو على الناس الذوق العام بالنسبة للموسيقى و الشعر وقدروا يحجروا الذوق في مساحة ضيقة تشبه قدرتم على الإبداع في قنواتم الرسمية لمدة طويلة، ودا قبل ظهور القنوات البديلة للإعلام الرسمي.

مقابلة مع الصحفي أحمد كمون في قناة النيل الأزرق، ديسمبر 2019. في المقابلة تلخيص لتعامل النخبة الفنية و الاعلامية مع الزنق.

التيار الموسيقي بتاع الأغنية السودانية الحديثة بدا من أغنية الحقيبة، اللي هي تطور مباشر من غنا الطنابرة، طريقة الغنا في أمدرمان الزمن داك. غنا الطنابرة دا نوع من أنواع غنا الحلق الكان سائد في جميع بقاع السودان، زي الهوسيت في الشرق، الجراري في الغرب، و الجابودي في الوسط. من التسجيلات البسيطة البتحاكي فن الطنابرة بنلقى تشابهات كبيرة مع فن الجابودي. ودي الحاجة الخلت دخول مجال الحقيبة أسهل للفنانين من وسط السودان و بالتالي نقل هويتهم المحلية للتيار الغنائي السائد في الوقت داك، طبعا بالإضافة لمركزية الخرطوم كمركز للقوى السياسية و الإعلامية و قربها من مناطق وسط السودان مقارنة بالأقاليم التانية.

التيار العام للفن السوداني الحديث حاليا ما بيختلف في الظروف المحيطة بيو من الفن السوداني الحديث زمان. الفنانين في التيار دا كلهم نتاج مجموعات و لوبيهات معينة، سواء شلليات فنانين و شعراء الحقيبة لحدي الفنانين الطلعو من ظاهرة الفرق و فرق المديح في التسعينات. برضو ظهرت الدورات المدرسية و أصوات و أنامل و بعد داك نجوم الغد و أغاني و أغاني كمدارس لتأهيل و اختيار الفنانين الجدد البيتابعو مدرسة التيار العام. لحدي الليلة، أي خروج عن التيار دا بيعتبر خروج على الهوية الموسيقية السودانية و بيلاقي مواجهة و تصدي من المهتمين بالفن السوداني. بالتالي صعوبات في الوصول لوسائل الإعلام -و الاعتراف- الرسمية زي التلفزيون و الرادي.

و زي ما غنا الحقيبة -العمود الفقري للفن السوداني الحديث- زاتو كان نتاج تمرد الطنابرة على سرور في لعبة عرس، لسه بنلقى انو ممارسة و تطور الفن السوداني مرتبط ارتباط مباشر بالغنا في المناسبات الاجتماعية، الأعراس بالتحديد. السبب لي دا انو الموسيقى السوداني الحديثة جديدة نسبيا و لسه مقيّدة بالشروط الاجتماعية و الاقتصادية بتاعت الغنا الفلكلوري. و لحدي الليلة ما اتوفرت للغنا السوداني الظروف البتخليهو هو أو الموسيقيين الفيهو يعتمدو على الحفلات الجماهيرية ماديا. عشان كدا الغنا ما اتطور كمجال متكامل بنفس الطريقة البنشوف بيها الغنا العربي الحديث مثلا.

بنلقى أنو موسيقى الأعراس كانت و لا تزال بتشكل منصة للهوية الغنائية السودانية، الحاجة دي بتخلينا ما نقدر نفرز الموسيقي السودانية الحديثة من الوسط الاجتماعي الحوالينها، كما هي الحالة في أغاني البوب العالمي -أو المعولم بالقصد- و بالذات الجاي من أمريكا. طبعا في استثناءات حديثة نسبيا للقواعد دي، زي ود الأمين، وردي، عركي، عقد الجلاد و غيرهم اللي هم برضو فنانين أصيليين في تشكيل و إعادة انتاج الغنا السوداني الحديث. لكن في نفس الوقت بنلقى انو معظم الفنانين البيعتمدو على الحفلات جماهيرية ما متفرغين للغنا و عندهم مهن أو مصادر دخل أخرى، و برضو بيرجعو للأعراس مرة مرة.

“الزايط ما بينقدر/سيل الوادي المنحدر” من كلمات شاعر الحقيبة الجاغريو و أداء اسطورة الفن الشعبي و الحقيبة مبارك حسن بركات في مناسبة اجتماعية في البطانة أو الجعليين في التمنينات

في الفترة بين أواخر التمنينات و أوائل التسعينات دخل الأورقن كبديل إقتصادي للفرق الموسيقية الكاملة، و انتشر استخدامو لاحقا بين المغنين و الفرق الشابة زي خالد الصحافة و عقد الجلاد و فرق المديح. الأورقن ظهر كمحاولة تحديث أدت لإعادة انتاج الغنا السوداني الحديث و استعمالو في المناسبات الاجتماعية، وانحسر دور فنانين و فرق الفلكور شعبي في إحياء المناسبات دي في مساحات ضيقة في العاصمة والأقاليم. في نفس الفترة دي، ارتبط ظهور الفنانين البيستخدمو الأورقن باستعمال عناصر من الخط التقليدي للأغنية السودانية الحديثة. أول تسجيل تلفزيوني لعقد الجلاد كان لأغنية “الأهلية” لشاعر الحقيبة ود الرضي، فرقة أولاد البيت  -الأدتنا طه سليمان- برضو أعادت انتاج أغاني زي “الكان داكا” الاشتهر بيها رائد الفن الشعبي خلف الله حمد.

ظهور الاورقن كبديل اقتصادي للفرق الكاملة شجع عازفين و مغنين و مغنيات كتار على دخول الوسط الموسيقي بشروطهم و استايلاتهم الخاصة، كتفرع من الخط العام بتاع الفن السوداني الحديث التقليدي. في أواخر التسعينات ظهر فن الهجيج و غنا الحفلات الحديث الاتميز بأسامي منها العازف محمد حامد، و الفنانة هاجر كباشي و أخرون و أخريات.

النجمة المعتزلة أسرار بابكر في تسجيل قديم من برنامج أصوات و انامل، البرنامج من إعداد و تقديم الأستاذ/ بابكر صديق. بابكر برضو بقى عضو أساسي في برنامج نجوم الغد

استخدام الأورقن أدى لظهور غنا الهجيج أو الربّة أو الحفلات، اتمردت تمرد صاخب على التيار الموسيقى العام من ناحيتين. الناحية الموسيقية، لأنو العازفين بدو ينشقو من الخط الغنا الحديث العام المعروف بالتزامو بقوالب موسيقية محددة نادرا ما تلقى فنانين طلعو منها ، الا في حالات الفنون المستوردة – و الاتسودنت لاحقا – زي الجاز و الريقي. و برضو ظهور ظواهر موسيقية جديدة زي الصولات المرتبطة برقصات أو محاكاة عبارات معينة، زي صولات القرد/طرزان جرا، و كمان اعادة تلحين و انتاج اغاني الظار المحصورة على طبقات و اقليات عرقية معينة و طرحها للعامة في صورة حديثة.

موسيقيا، اتميزت الموجة الأولى لغنا الحفلات باساليب موسيقية جديدة اعتمدت في بدايتها على كلمات البنات و الدلوكة و الظار المغناة على ايقاعات الكترونية ما بتحاول تحاكي أصوات الفرق الموسيقية كما كانت -ولا زالت- العادة في التيار الموسيقى العام. أغاني البنات و الدلوكة، كانت و ما زلت حكرا على النساء، و النساء من خارج المركز السوداني في حالة غنا الظار. في الناحية الشعرية، طرح غنا الهجيج و الربة مدرسة شعرية جديدة للتيار العام، بتتميز بصراحتها و تناولها للمواضيع اليومية و الشخصية في مخالفة صريحة لعرف الشعر الغنائي السوداني الاعتمد في بدايتو على شعر الحقيبة.

الزنق هو امتداد لفن موازي قديم لكن ظهر لينا في التسعينات كأغاني الربة و الهجيج، المعتمدة على الأورقن و ثنائية العازف و الفنانة و شلة العازف البقيف وراهو. الحاجات دي بقت التوليفة شبه المعتادة لحاجات بنعرّف بيها موسيقى الزنق سمعيا و بصريا. الاختلافات الكبيرة لاستايلات الغنا البنختها تحت مسمى الزنق ممكن برضو لقدام تورينا انو الزنق هو حقيقة مظلة لعدد من الأنواع حقت الغنا البتشترك في خروجها من الخط العام للغنا السوداني من ناحية الموسيقى و الشعر و بتعتمد تماما على الأداء المباشر قدام الجماهير و من خلال الوسائط البديلة زي وسائل التواصل الاجتماعي و التكنولوجيا.

الرقصات الجماعية على ايقاعات صولات معينة هي من مميزات الزنق على أغاني التيار الموسيقي التفليدي

الزنق طرح نفسو كمنافس لأي شي اتخلق من اللحظة الاتمرد فيها سرور على الطنابرة و بعدها اللحظة السجل فيها عبدالله الماحي أول أسطوانة في تاريخ الغناء السوداني في 1929، و بعدها اللحظة الذاعت فيها الإذاعة أول أغنية سودانية، ببساطة العوامل الساعدت على تشكيل هوية الموسيقي السودانية الحديثة. بين تمرد سرور و اوركسترا الكاشف، الهوية حقت الغنا السوداني اتشكّلت و أي حاجة بعد داك بنت على المدرسة دي. و لحدي الليلة، أي غنا بيتبني على أساسات مدرسة الحقيبة و الكاشف بيعتبر طوالي فن راقي و أصيل. و في الفترة بين الحقيبة و ظهور الأورقن، ظهرت الاذاعة السودانية و طرحت نفسها كموزع للفن او الهوية الموسيقية السودانية عن طريق البرمجة العامة و برامج مواصلة لحدي الليلة زي حقيبة الفن، و برامج أحدث زي أغاني و أغاني و نجوم الغد، بالإضافة لغنا الحفلات و النوادي الخاصة و العامة و المسارح العامة.

احتكار الإعلام للهوية الأولى للغنا السوداني أدانا تعريف للذوق العام و رسخ لفكرة إنو في فن أحسن من فن. في كفة عندنا التيار العام المعتمد على الحقيبة كمرجع، و كفة تانية فيها أي حاجة غيرها. فن التيار العام دايما بيتوصف بإنو فن راقي و وطني و أصيل و بنلقى إنو روادو اتوفرت ليهو ظروف مكنتهم من دراسة -أو مخالطة- مكثفة للفنون المقبولة مجتمعيا و في نفس الوقت بيتماشو مع الخط العام للأخلاق و العادات و التقاليد الكويسة في البلد، و في حقيقة الأمر الحاجات الفاتت دي كلها تعريفها في يد النخبة والناس الفي السلطة في الزمن المعين. الناس ديل زاتهم هم العندهم الحل و العقد لتعريف الذوق العام و تشكيل الهوية الوطنية، و بالتالي الهوية الغنائية و الموسيقية.

عبدالرحيم “طاسو” طوسو، من أشهر العازفين حاليا برفقة الطيب على الساكس و مجدي جامسكا على الكونقا و حلاوة على الدنُب، في مجموعة صولات منها صولتو المشهورة “شباب طاسو”، من حفلة المكتبة القبطية، يناير 2020.

النخبة الوصلت لخلاصة كل ما هو قديم ومذاع في الإذاعة ومذاكرين فيهو سيرة الفنان ونشأتو وترعرعو، مواعين النخبة بإختصار اتملت بالحقيبة تطوراتها وإعادة غناها و انتاجها آلاف المرات، لذلك بتهاجم الفن الهابط بصورة مباشرة لأنهم شاعرين بالتهديد ومحاصرين بشي مجهول بالنسبة ليهم. فنانين الزنق و تحديهم للأعراف المجتمعية و قوانين النظام العام خلت النخبة تسخّر إعلامها لتكوين صورة نمطية سلبية عن الزنق. الصورة دي بتدي الجماهير المعتمدة على وسائل الاعلام صورة مشوهة و مختزلة عن المجتمعات و الطبقات البتتعامل معاهو.

الصورة النمطية دي بتخت أي زول بيشكل الزنق جزو من هويتو في في قوالب معينة بتحرك داخلها، بتسلب الفن المجهول بالنسبة ليهم و جماهيرو حق إنتاج صورتهم الخاصة وامتلاك امتيازاتهم عن طريق طرح هوية غنائية جديدة.بالتالي التنميط البيرسّخ للعامة إنو في فن أحسن من فن تاني، بيدّي الناس سبب لتهميش مجتمعات كاملة بتمارس الفنون دي، و بترسّخ للتعامل معاها كأفراد أقل قيمة من مجتمع النخبة الفنية و جماهيرها.

الصورة النمطية بتضمن استمرار دوامة إحتكار النخب دي لوسائل إعلام السلطة و أجندتها الدايرة تفرض هوية معينة على الفنون السودانية. وتأثير الرسائل السلبية دي يمكن لمسو بصورة فاضحة لما اقام مجموعة من فنانين الزنق حفلة راس السنة في السنوات السابقة في المسرح القومي، كانت في حملة شرسة من الناس “الما نخبة” المتبنيين الرسائل دي بتستهجن الحفلة دي وبتنادي بصون المسرح “القومي” وتاريخو من النموذج الجديد المجهول، والمفارقة إنهم ضاربين بعرض الحائط معنى كلمة قومي البتوصف المسرح.  

برضو الصورة النمطية دي بتخت عوائق في السستم البيطلع الفنانات و الفنانين ديل للشهرة، يعني مهما جو فنانات أو عازفين ممتازين، الصفة بتاعة الهبوط دي حتكون ملازماهم مهما اثبتوا حرفنتهم و وجودهم في الساحة الموسيقية، ما عشان أي شي، بس لأنهم بيعملو مزك ما بينفع مع استاندرات النخبة و إعلامها و المتأثرين بإعلامها. و بالتالي بتمنع وصول فنانين الهامش الموسيقى -والجغرافي الاجتماعي بالضرورة- لنفس الامتيازات المتوفرة لفنانين النخبة و المركز، طبعا إلا لو فنانين الهامش بقو بيغنو بنفس طريقة المركز، أو التزموا بإعادة انتاج فلكلورهم حسب شروط المركز، زي عبدالقادر سالم و عمر إحساس. الفنانين ديل بعد داك بيبقو فرمالات أو Tokens ، حنتكلم عن الفرمالات أكتر في المقال الجاي.

موسى نجروط، شخصية خيالية من أداء علي كوكي عضو فرقة همبريب الكوميديا. شخصية موسي نجروط فيها تنميط لشخصية بتحب الغنا الهابط

بعد سنوات طويلة من اعتماد الناس و الضهب على حضور الحفلات و تسجيل و تبادل الكاسيتات، سهلت الثورة الرقمية صعوبات الجماهير للوصول للفنون الموازية من خلال مقاطع البلوتوث و الـ IR و بعدين اليوتيوب و الفيس و الواتساب ، ما كدا و بس، لأ، و كمان بقى في معجبين و فنانين كتار قدرو يسمعو من بعض و يستفيدو من خبراتهم في نفس الوقت البيقدرو يديرو فيهو فن بيقدر ينافس فنون التيار العام الموصوفة بالرقي و يضيفو هوية جديدة للغنا السوداني الحديث. الحاجات دي كلها أدت لولادة مجال كامل موازي و مصادم للفن الراقي/المقبول، و انو المجال دا بقى ما محصور على وسط اعلامي معين زي التلفزيون أو الرادي أو المسرح القومي.

أيمن الربع -الأب الروحي للزنق- ارتبط ظهورو بالثورة الرقمية و قدر من خلال الفترة الزمنية الظهر فيها بالإضافة لشخصيتو المميزة و التجديد في موسيقى الكيبورد إنو يحقق شهرتو كأول زول من المشهد الموازي دا، لكن هل هو أول فنان زنق؟ لأ. الحقيقة انو الزنق كفكرة قديم قدم المجتمع، الفرق الوحيد انو الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي خلتنا نشوفو وجها لوجه ما من خلال حكاوي ناس تانيين و أساطير شعبية. التسجيلات المتوفرة للقعدات و التوثيق التم عبر التاريخ الموسيقي السوداني بيورينا انو في كمية من الظواهر الفنية-المجتمعية الممكن نختها في نفس تعريف الزنق، زي التمتم، الكان بيتوصف بإنو فن “ماجن” قبل ما فضل المولى زنقار يخليهو مشهور و يبني أغاني كتيرة على ايقاعاتو. في المقالات القادمة، حنتكلم عن إعادة انتاج الفن الهابط بشروط المركز

أيمن الربع في صولة بالبيز جيتار في حفلة جماهيرية في عطبرة

إشكال النقاد و فنانين المساق العالم مع الزنق إشكال أكبر من الموسيقى و الكلمات، الإشكال في انو القوانين الختاها المركز للمجتمع “الفاضل” بتتحداهو موسيقى الزنق بشكل يومي من خلال كلماتها و أدائعها من جهة، و في إنها بتلغي احتكار سلطة المركز على الغنا، خصوصا بعد توفر وسائل الاعلام الموازية في الألفينات.

عشان كدا الموسيقى البتسميها آلة الإعلام الرسمية و النخب بالفن الهابط، والزنق بالتحديد، هي فنون بتشكل مصدر رعب للجلابة -السلطات الثقافية- و الأفندية -السلطات الفنية- ولإمتيازاتهم المختلفة. الخوف من الفنون دي سببو إنها بتفقدهم السيطرة على الذوق العام وتحديد المقبول والهابط للجماهير، و برضو بترعبهم لأنها بتدي المجتمعات المهمشة اقتصادياً وإعلامياً صوتهم براهم، صوت ما معتمد على قبولهم في اللجان الفنية أو لوبيهات الإذاعات و أغاني و أغاني . الزنق بيخوّف لأنو بدّي المهمش القدرة لإنو يسيطر على هويتّو بعيداً عن الصورة النمطية الرسمتها النخب ليو و بيعلن فشلها في السيطرة على خلق هوية وحيدة للأغنية السودانية الحديثة.

الانترنت خلى كل الناس تشوف الوسط الفني الموازي و قواعدو، و تكون روابط شخصية مع الفنانين و مسيراتهم الفنية مباشرة بره الصورة النمطية البتنقلها النخبة الفنية و الاعلامية عنو. الخطوة المهمة في التعامل مع الزنق و الفنون الموازية حاليا انو نوقف نخليها مواضيع للتريقة و التندر و نبدا نعاملها كفنون حقيقية، ما ناقصها إلّا وصولها لإمكانيتها الفُل، و ما حتصل للمرحلة دي الا يتوفر ليها نفس الإمكانيات الاتوفرت للفنون الجاية من المركز السوداني زي الاعلام و الاتحادات الرسمية و التدريس الموسيقي، و تغيير النظرة المجتمعية للزنق و فهم الظروف الادت ليهو شروط أساسية لذلك. و أول خطوة في السكة دي هو رفض الصورة النمطية عن الزنق.

صولة للعازف محمد شيشاي، تظهر في الفريم أيضا الفنانة أمل جبرة

تطور الغنا مرتبط بصورة مباشرة، بخلفيات الناس البتغني و بتعزف و بتكتب، و كمان ارتباطها بالقوى السياسية و الاجتماعية. يعني مشكلة الناس مع الفن الهابط أكبر من المزك بتاعو أو كلماتو، و انها هي في الحقيقة مشكلة تهميش متعمد -عن طريق النخبة الممثلة للمركز الثقافي- للزنق و الأشخاص الحوالينو. التهميش ممكن يكون هيكلي عن طريق حجة الذوق العام، أو عند طريق الصورة النمطية المرتبطة بالهبوط و المخدرات و الفزاعات المستخدمة بدل خوض نقاش حقيقي في أصل الخلاف بين الرقي و الهبوط.

الصراع بين الفن الهابط و تيار الفن السوداني العام (الراقي و الوطني) هو مشكلة هوية سودانية بإمتياز. بيقوم فيهو سدنة الهوية السودانية -ذكور الشمال النيلي و الطبقة المتوسطة- بطمس و تهميش أي محاولة لتجديدها أو ضم هويات أخرى فيها. و من أهم الحاجات لفهمنا للصراع المجتمعي بين الفن الهابط و الفن الراقي انو الفنون و أي حاجة بيعملها البشر هي نتاج بيئات كاملة، ما افراد براهم أو مجموعات غنائية. و الصراع بين التيار الموسيقي العام و الموسيقى الهابطة هو شكل آخر من أشكال الصراع السياسي بين المركز و الهامش السوداني.

فنون الهامش – سواء كان مكان او مجموعة من الناس- دايماً بتكون فنون شجاعة في مصادمة الواقع- بتثور على الأنماط الموسيقية الجامدة المحكومة بقواعد و ثوابت الناس المكنتهم امتيازاتهم من أنهم يبدوا الموسيقى، يدرُسوها و يدرّسوها، ويختو قواعدها. ما كدا بس، نفس النخبة الفنية دي بتتحكم مع النخب السياسية في الإعلام الرسمي و بالتالي بيتحكمو في الذوق العام، و الأهم من كدا، هوية الذوق العام و منو الممكن يمثلو. و بالتالي خلق هوية سودانية وحيدة في الفنون ما بتتحمل أي تنوع بيخالف شروط النخبة. و بالتالي تهميش أجزاء كبيرة من المجتمع في الوسط الموسيقى على حساب النخبة الفنية و أهدافها في حراسة فضيلة هوية الغنا السوداني.

المقال دا جزو من سلسلة فيها 3 مقالات. في المقال الجاي، حنتكلم أكتر عن الامتياز و كيف انو امتياز المركز الفني و الاقتصادي عامل أساسي في انو الفن يبقى مقبول بغض النظر عن محتواهو أو موسيقتو.

شكر خاص لأصدقاء الرصّة الساعدو في مراجعة و تحرير المقال، آية سنادة، سمندل صلاح، أحمد صلاح، سيدة خليفة و شباب تانيين فضّلو انو اساميهم ما تتذكر. برضو نشكر أحمد حكمت Afrodiziac على دعمو المتواصل للرصّة!